GuidePedia

0

يقول الله تعالى فى محكم التنزيل
""والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير مااكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا"""

وقال رسول الله علية افضل الصلوات والتسليم
"من ذكر امرأ بشئ ليس فيه ليعيبه به 'حبسه الله فى نار جهنم حتى يأتى بنفاد ما قال فيه "

تلك هى الخريطة العصماء التى تضمن الألفة والمحبة بين الناس جميعا. وتلك هى النظم المثلى التى تضمن ان يشع النور فى شرفات البهجة وتزدان البيوت بنعمة الأمان والإستقرار الخاوى من الحقد والضغائن بين الناس..
يجوب الحب وينتشر .
وتتهاوى الكراهية وتنكسر .
وتختفى الفتن وتنحصر .
وتموت الشرور وتندثر .
وتولد من جديد دنيا الخير والرشاد والمحبة والوئام .
وينتشر السلام وتتآلف القلوب
وتتلاشى الغيوم وتصبح السماء مزدانة بشمسها وتصبح الحقائق جلية كنورها .

وتخبوا أمراض النفوس وتتبدل إلى ود وتلاحم يشد بعضنا بعضا ويدافع بعضنا على بعض نتلمس رضاء الله فيعصمنا من هواجس النفس الشريرة للفتك ببعضنا البعض .
وتلتئم جراح الغل وتشفى قروح الحقد . وننتوى الصلاح . فلا نبنى نجاحات على أطلال ورماد غيرنا .
فلا مجد يعلو على باطل .
ولا رقى يدعمه قاتل .
لكن العلو هو نضال وإن تحقق فلا زوال .

نعم تلك المسبة الكبرى التى تدنس جبين مجتمعاتنا . والتى تؤجج نيران الحقد والكراهية بيننا . وتعوق مسارات الخير وتعرقل كل الطرق التى تدعم السلام والأمان بين الناس جميعا . تلك الآفة التى تلدغ وبلا رحمة تنشر بسمومها فى مجتمعاتنا غلا ونفورا .
وتشيع الفتن بين الناس .

فكثيرا مانسمع عن قصص ملفقة وكلام ليس له أساس من الصحة على أناس هم منه أبعد أن يكونوا . والغريب أن مايدانون أو يتعرضون لمثل هذه الشائعات هم الأكثر اتزانا وأكثر نبلا وأكثر حبا للخير .
لكن الشر دائما مايحاصر الخير بكل أدواته ويعبث بمقدراته . ويعتم الرؤية حوله . ويباغت ويحارب من يعتنقة . لأن الشر كامن فى نفوس البشر وتحركه شياطين الإنس قبل الجن فى حراك ضد كل ماهو جميل. وكل ماهو نقى.
وكل من هو أجمل وكل من هو أنقى . لإفساد النوازع الخيره وبتر أيادى العطاء . لأنهم بدلوا قلوبهم بحجارة صماء .
و اغلظوا بحقدهم على مفاتيح الرجاء و اجتاحوا ساحات الحياة ونشروها ذيفا وتضليلا .

فأصبح من عاداتنا الرثة المقيته أن نشوه الناس بالباطل ونقتلهم أحياء ونطمس هويتهم . ونفسد نجاحاتهم زورا وبهتانا . وتلك المكائد تظلم حياتنا . وتجعل الشريف والنبيل ضحية لأناس غير شرفاء ولأناس ليسوا بنبلاء .

وتجعل الصادق عرضة لنيل الكاذبين . وتجعل العفيف لقمة سائغة مابين منافق وضعيف . وتتهاوى القمم وتخترب الذمم وتضيع المعانى والقيم . فى ظل مجتمع ضاعت فيه الشيم . وأصبحت المجتمعات تشكو ويلات الجحيم من أناس فتقوا ستر الكريم وعلو مستهترين باللئيم .
وراح الحق ضعيفا وغدى الشر نصيرا . ينصر الضلال ويسيغ الانحلال . فانتصر وزاد . وتفحل وقاد . وحبس صاحب المثل وراء قضبان مثله وامتثل . وسجن كل مناوئ ومعادى للرذائل فى انتكاسة فضائله وأصبح الجهل قوى بجهاله وانتفضت انتفاضات الهوى فمالوا له وعزفوا عن إعطاء كل حق حقه .
فتأزمت الحياة واختلطت الألوان وكان الإبتذال والسفه هم دستور الحياة . واصبح الفصيح ابكم وأصبح الأجرب أبهى الناس وأضحى الأعمى بصيرا . وتاهت المقاليد وتعثرت الخطى نحو الصلاح .
لأنه أصبح سهلا أن ينسج الناس من خيالاتهم عبثا وظلما وإفتراءا ليلصقونه بشرفاء مجتمعاتهم . وضاعت الأمانات وكثرت الأزمات . وطفق الناس تشيع كل يوم شهيد مات يوم ان شوهوه . ويودع المجتمع كل يوم فضيلة من فضائلنا فماتت فضائلنا وباتت الرذائل تعلو وتعلو القمم . وانتحبت مثلنا فى صوامع فكرنا ولم تلقى إلا سخرية واستهزاءا .

لذا أمرنا الله ورسوله بأن لا نجور ظلما بحديث أو بكلمات على أناس أبعد عنهم بعد المشرق عن المغرب .
لندعم الخير ونحفظ تماسك المجتمع وتنتشر العداله لأن هناك من يدافع عنها . وتنطفى نيران الحقد والظلم لأنه لم يوجد من يدعمها . وتدور الحياة المدار الآمن . وتتنافس الناس للخير وبالخير . وتعلو بأدواته وتهدأ سكناتهم وتتحقق أحلامهم وتتاشبك الأيادى وتتألف القلوب لنحيا .
فيقول الإمام الشافعى إذا أردت أن تحيا وحظك موفور وعرضك صين لسانك لاتذكر به عورة امرئ . فكلك عوارات وللناس ألسن .

نعم تلك هى معادلة الحياة الأمنة . أن تراعى الله فى كل كلمة تقولها على غيرك وفى كل فعل تنهجه تجاه غيرك

فالجرم كل الجرم ان تنال من شخص فى عرضه أو كبريائه او تشوه فضائله فقط لأنه تفوق عليك أو أنك لا تستطيع مضاهاته فى عمل أو منصب أو قدر فكلها منح إلهية خصها الله لأناس دون أخرى . ونحن فى جهاد النفس فقاوم وأشدد على يديك بالخير تجده . وأعلو بنفسك عن نواقصك تعتلى القمم .

ولملم شتات مجتمع راح يئن وجعا من الفرقة والتمزق . بروح من الحب والتسامح والرضا . والقناعة بما قد قسم لنا . نكن على أعتاب عالم أفضل.
بقلم أيمن غنيم

إرسال تعليق

 
Top