إن شيوع التزلف والنفاق فى المجتمع المصرى يؤكد على حقيقة واحدة ثابتة ،
وهى تجزر ثقافة الفشل والتخلف فى جزء ليس بالقليل من المجتمع ، ومن ثم يبعث
هذا السلوك الدنيىء الذى يتخذه البعض فى النفس الحزن والأسى لواقع مرير
كنا تخيلنا (ذات يوم) اننا نستطيع ان نقتلع جذوره العطنة او نهدم بنيانه
السرطانى ، لآن المشاعر الطبيعية للإنتماء والولاء الحقيقى يمكن أن نراها
في وقتها وفى سياقها الطبيعي وفي اي موقف أو مناسبة يمكن تمييزها عن
الإفتعال الساذج المصطنع الذى يصطنعه
البعض ، او الآفتعال الرخيص لصاحب المصلحة او المنفعة والذي يحض تزلفة
الكريه ونفاقه الرخيص على القيىء والغثيان ويثير فى النفس مشاعر النفور
والإمتعاض ، فالنفاق والتزلف يتبدى في الكثير من الظواهر والشخوص السطحيين
التافهين الذين يشبهون الى حد بعيد ذلك الطفيل الذى يتعيش على جسد غيرة حتى
يقضى عليه وينهكه ، او فى مرتزقة الفضائيات الذين يتكسبون من وراء مهنة
بيع الوهم للناس تلك المهنة السافرة الدنيئة من اجل بعض المكاسب الخيصة
الزائلة ، ثم تتبدى هذه الظواهر اكثر فى سيل من "الأغنيات الوطنية" التى لا
تنتهى بتعابيرتها الركيكة والرديئة وإعلانات التأييد التى لم تكد تنقطع في
يافتات الشوارع او بعض مواقع التواصل الآجتماعى او فى الصحف في المناسبات
العامّة او الخاصة ، ولا ندري تفسيراً منطقياً لتفاقم هذه الظاهرة
وانتشارها في المجتمع والتى تتناقض كلياً مع قيم واخلاق الدين ومع تطور
الآنسانية وتقدم الزمن ، وهذه بكل تأكيد نكوص ثقافي واجتماعي كبير للمفاهيم
الصالحة لعزة النفس والكرامة والآنسانية والمواطنة الحقيقية.
إرسال تعليق