GuidePedia

0

أربعة جنيه........ قصة قصيرة
أراد الاستاذ عاطف النزول من المنزل إلي السوبر ماركت القريب من المنزل لشراء بعض الإحتياجات المنزلية الضروريه, ورأى هشام ولده الوحيد بن سن السابعة والده وهو يهم بالخروج فأمسك به وطلب منه النزول معه وبالطبع وافق الأستاذ عاطف على الفور.
أمسك هشام بيد والده وهو يقفز ويتأرجح ككل الأطفال وفي داخله طوفان من الشعور بالسعادة فهو برفقة والده الحنون والذي يغدق عليه ما لذ وطاب ولا يدخر جهداً في إسعاده,
ووصل الأستاذ عاطف وولده إلى السوبر ماركت وابتاع كل إحتياجته ولم ينسى بالطبع بعض الحلويات والشيكولاته لولده هشام . 
وهم بالخروج من السوبر ماركت فوجد بجوار الباب طفل صغير يقف مطأطأ الرأس ينظر إلى المعروضات نظرات المحروم المشتاق, فرق له قلب الأستاذ عاطف فهو يعرفه وأخرج معظم الحلوى التي كان قد اشتراها لولده وأعطاها للطفل الذي أشرق وجهه من السعادة ولم يكتف بذلك بل أخرج خمسة جنيهات وأعطاها للطفل الذي نظر له نظرة فيها كل معاني الشكر ودس الجنيهات الخمسة في جيبه وبدأ في إلتهام الحلوى بنهم وتلذذ شديد.
في هذه اللحظات كان هشام ينظر لوالده نظرة يملؤها الغضب والحنق والإستغراب وهو يتسآل بينه وبين نفسه لماذا أعطى والدي معظم الحلوى الخاصة بي لهذا الطفل الغريب؟
هل أنا أخطأت في شيء ما وأراد أبي معاقبتي؟ هل من الممكن أن يكون أبي أنا يحب طفل غريب أكثر من ولده؟
أسئلة كثيرة بدأ هشام يرددها بينه وبين نفسه وإلتفت إلى والده وعلى وجهه كل نظرات الحيرة وقال : بابا أريد بعض المال لشراء حلوى أحبها, 
لم يتردد الأستاذ عاطف أحرج جنيها وناوله إلى ولده هشام الذي نظر إلى الجنيه بكل غضب ولم يتمالك نفسه وانفجر من الغضب في بكاء يقول لولده: بابا أعطيت معظم الحلويات الخاصة بي لولد غريب وأعطيته خمسة جنيهات أيضا وعندما طلبت منك المال 
أعطيتني جنيه واحد فقط! فلماذا ؟!هل تحب هذا الولد الغريب أكثر مني أنا!؟
تبسم الأستاذ عاطف وانحنى على ولده يقبله وهو يقول:
هذا الغلام يتيم فقد أبوه منذ عدة سنوات وأصبح يتيماً ليس لديه بابا, ألا يساوي وجود بابا عندك أربعة جنيهات وبعض الحلوى؟
هنا انفجر هشام في بكاء شديد وهو يحتضن أباه ويردد لا أريد حلوى أو مال فقط أريد بابا فلدي كل شيء وإنبرى يبحث عن الطفل اليتيم حتى وجده وأعطاه الجنيه وباقي الحلوى وهو يردد:
عندي بابا فعندي كل شيء.........
محمد أبو الفتح.......

إرسال تعليق

 
Top