GuidePedia

0
قصيدة / مُستسلمٌ تماماً ..
للشاعر المصرى / وائل العجوانى
يتقاذفنى موجُ بحركِ الهادرِ
موجةً تلو موجة ..
وأنا مُستسلمٌ تماماً
لِسياطِ أمواجكِ العاتيةْ
ومسافرٌ دونَ جوازِ سفرٍ
ودونَ أمتعةٍ ..
ودونَ أنْ أُأَمنَ نفسى
من غدرِ أصقاعكِ القاسيةْ
مُحلِّقٌ بينَ الجمرِ والحليبْ
وبينَ لوعةِ الناياتِ
وصلصلةِ السيفِ والقضيبْ
مُمزَّقٌ تارةً بينَ أهدابِ البنفسجِ
المشتولِ فى أعماقِ جُرحكِ
ومُغتصَبٌ بينَ عرائشَ الوردِ والتوليبْ
يتقاذفنى موجُ عشقكِ الهادرِ
ويبتلعنى فى أغوارِ أغوارهِ الطاغيةْ
وأنا مُستمتعٌ بتجربةِ الموتِ الفجائى
وتجربةِ البعثِ الفجائى
وتجربةِ التبعثرِ ..
بينَ عروقِ الموجِ والصاريةْ
فهل ممكنٌ أن أغفو قليلاً
بينَ جدائلِ شَعركِ
التى تتوسَّدُ أعصابى
من ألفِ سنةٍ ماضيةْ
وهل ممكنٌ ..
أنْ أنامَ بينَ ذِراعيكِ
لكى أستعيدَ عافيتى
التى احتجزها الموجُ
فى ربوعِ خفقاتهِ الطاميةْ
وهل ممكنٌ أن أُقبِّلَ خديكِ
دونَ الشعورِ بأنى سأُصعقُ فى التَّوِّ
أو ستُزهقُ روحى .. بالضربةِ القاضيةْ
خبِّرينى عن مِرفىءٍ واحدٍ من مرافئكِ
أستطيعُ السباحةَ فيهِ
دونَ أن يتركَ على جسدى
أثارَ أصابعهِ الداميةْ
خبِّرينى عن حديقةٍ من حدائقكِ
لا تشتهى افتراسى
وعن شاطىءٍ من شواطئكِ
لايُمهِّدُ لابتلاعى
وعن شعاعٍ من أشعتكِ
يُهدينى المواويلَ والمراعى
يامَنْ تحبسينَ أنفاسى لديكِ
ولا أدرى كيفَ سأستعيدُها
مرةً ثانيةْ !!
قصيدة مستسلمٌ تماما  

/ للشاعر / وائل العجوانى

إرسال تعليق

 
Top