GuidePedia

1


بئس الليالي إذ تَغير لونها
أمست جليداً راسخاً بدمائي

أُسقي كؤوس البين مر مرارتي 
فيأنُ جرجي فى ربا أحشائي
و تَهز أركان الفؤادُ مواجعي
إذ كنت فظاً غاب عني ولائي
.
. سآلت نفسي مُشفقاً أيناهمو
من قطعوا عبرَ الحياةِ رجائي
.
أغفلت عنهم بإفترائي عامدا
ً فتخطفتهم الأقدار و الأرداءٍ
.
و ذهبت ألهو فى الحياة فغرني
أملي و ضاعت رحمتي لأبائي
.
أوَ بعد عمر أَهدروهُ لخاطري
يُسقى إليهم من حميم جزائي .؟
.
و يموت قلبى فى ضلوعي كأنه
صخر تجلمد فى بحورٍ جفائي
.
ما زلت أذكرهم بفرط قساوتي
حتى اعتراني الدهر بالأنواءٍ
.
ما زلتُ أَذكُر كل حضن كان لي
رطباً بصيفي .. دافئاً بشتائي
.
. كانوا ظﻻﻻً حين يلفحني اللظى
و مظلة إذ امطرت بي سمائي
.
حتى إذا بلغ القوام أشدهُ
كنت الذى يقوى على الضعفاءٍ
.
ما صُنت يوماً للإله و صيةَ
حتى قطفتُ من الجحودِ عنائي
.
أماه عذراً فتقبلي تأسفي
إذ كنت عاقاً ضاع مني وفائي
.
قد كنت أسعى إلى شائقكِ عامدا
ً و رفعتُ أنفي فى غرور سمائي
.
ما جئت يوماً عند بابكِ مشفقاً
أو رق قلبي إليك أو أعضائي
.
اليوم أبكي و الجروح تحوطني
و الحزن يسكن فى نوى أجزائي
.
هذا أبي ما غاب يوماً عطفه
رغم إبتعادي أو أقلّ دعائي
.
يبكي لسقمي و يستهل بفرحتي
أيناهُ مني .. و أين منه بكائي
.
إني و إن تبكي دماءً أجفني
فالجرح أكبر من سطور عنائي
.
أثقلت نفسي بالذنوب و ليتني
أدركت يوماً سوف يأتي فنائي
.
و الآن أحيا و الحياة تلومني
أو كيف أمحو شقوتي و عنائي
.
رباه إني قد دعوتك راجياً
فاقبل إلهي توبتي و رجائي
.
إني أتيت إلى رحابك نادماً
متوسلاً يبكي إليك دعائي
..... .
صلاح العشماوى


إرسال تعليق

 
Top