GuidePedia

0
قصة قصيره بقلم الآديبة / فاطمه مندى/ ( لن أسامحك)
******************************************
تألمت فتره طويله بداخلها ، دون أن تخبر أحدا من عائلتها،
فعانت ما عانت فى صمت... أشترت فرحة أهلها بمعاناتها
يكاد المرض ينهش بجسدها..يحاول القضاء على بسمتها يحاول القضاء على حياتها.لم تكمل عامها الآربعين إلا وهذا المرض قد افترس جسدها بأكلمه 
بدأ الألم بوخزة سريعه بصدرها وتوالت الوخزات .وبدأت نوبات الألم 
تألمت بصمت .لم يشعر أحد بمرضها الخطير ..كانتُ صابره على المرض ..أخفته عن اعينهم ..لا تريد أن يصيبهم الحزن .
مرت ليالي وهى تبكي وتتأوه بصمت ..ومع مرور الآيام ..
بدأتُ تشعر بأن المرض قد بدأ ينتقل من صدرها لبقية أعضاء جسدها النحيل ..إلى أن وصل لاخمص قدميها ..بدأت الهالات السوداء تتمركز تحت عيناها البريئتان ..بدأت الشحوب تغزو محياها الطفوليّ ..
كانتُ متردده للذهاب للطبيب ..ولكنها وصلتُ لحالة .لا تستطيع فيها تحمل الألم..ذهبت وكانتُ متوقعه ما سمعته .اجريتُ الفحوصات المتعبة والمملة.
تقدم اليّها الطبيب والآرتباك واضحٌ على محياه .سألها كم عمركِ يا صغيرتي اجابته : سأكمل عامي الآربعين بعد خمسة اشهر
فطأطأ رأسه وسكت لبرهة . قالت:الآ عمار بيد الله يا دكتور
ولكن أشعر بأنني لن أكمله .فالمرض قد سيطر على جسدي ..
قال الدكتور: سيدتى : منذ متى وأنتِ تخفين معاناتك ومرضك؟
اجابت :منذ سنه . اسهب: من يعلم من أهلك؟ . أجابت :لا أحد سوى دفاتري وكتبي فقط وأردفت نعم لم أخبر أحدا حتى لا يعيشوا بحزن أبدي.فأنا أعلم والدتي ستحزن كثيرا لفراقي 
فأنا أبنتها الوحيده ،وهى تحبنى ،ولا تقدر على فراقى، فأنا أشعر . بألمي ..فلم يبقى إلا القليل ،
ولكني ما زلت اقبلها صباحا بوجه مشرق واداعبها لانني لا اريد أن اشعرها باي تغيير .حاولت أن أخبر أبنى ولكني وجدته مشغولا بتجهيزاته لزفافه 
يأتي ليلا لغرفتي منهك يجلس بجانبي على السرير ..
يخبرني عن حبه الكبير لزوجة المستقبل ..يخبرني ماذا اشترى لها من هدايا ..وعن مفاجأته لها برحلة لمدة شهر لاستراليا ..يخبرني عن شوقه لهذا اليوم..الذي لم يبقى عليه إلا خمسة أشهر ،.فكيف أخبره بمرضي ؟وهو بغاية السعادة أتود مني أن اقتل فرحته أما زوجى فانأ ظللت طوال عمري خجوله منه رغم أنني دائما اختلس النظرات اليه فانأ احبه كثيرا .واراه قدو تي كنتُ احلم كيف اسعده بل كيف اتفنن فى توفير كل سبل الراحة له بل أعطيته كل ميراثى عندما كان يمر بضائقه ماليه ،وكان يتفنن فى راحتى وتوفير كل ما أطلب كان يكننى بحبيبته بل معشوقته التى لم يجود الزمان بمثلها . يقبلنى فى ذهابه وإيابه ، لم يلفظ قط يوما ما يعكر صفوى ، بل كان يصمم على راحتى ، وترك بعض الآشياء يكملها معسول كلماته اثلجت صدرى ، وأشبعت خافقى من حنان ، حب أحتواء ، يعاملنى كأميره ويكننى بالملكة.فكيف اخبره ،؟!!!
هل علمت الآن يا دكتور لماذا لم اخبره؟.حتى لا يعيشوا الحزن..
فلو اخبرتهم .. لما جهز ابنى لزفافه،
ولما رأيتُ السعاده تشع من عينا والدتي وزوجي، رغم مرور 20 عاما على زفافنا..إلا أن الحب ما زال يحيط بيننا.. قالت :دكتور..ها أنت الوحيد الذي يعلم بمرضي بعد الله ..لذا سأترك معك هذه الخطابات ،بها وصيه صغيره ،أتمنى أن تسلمهم خطاب لزوجى وخطاب لوالدتي وخطاب لآبنى يوم وفاتي. علق الدكتور معقبًا :
ماهذا الكلام .الله قادر على كل شيء..أردفت : 
أطمأن ايماني بالله كبير .. ولولا هذا الإيمان .. لما استطعت..
أن أصبر هكذا على المرض.. ولكن .. العمر ينتهي واود أن أكتب كلمات لوالدتي وزوجى وأبنى يقروها بعد وفاتي..
هل تعدني بذلك..عقب الدكتور : نعم أعدك حسنا اعطني الخطابات 
ولا تنسي اخذ الادويه. قالت : متى أمرّ عليك أجاب؟
تعالي بعد اسبوعين .،وإن شعرتِ بتعب فاتصلي بي فوراً.
أجابت : حاضر. إلى اللقاء .. شكرا لك يا دكتور .
ذهبت إلى منزلها ، وفى طريق العوده رأت زوجها يتابط أمرأة أخرى ، لم تصدق ما رأت ، وأبطأت الخطى ورأئهم ، إلى ان صعدا على إحدى العمارات ، تابعت السير ، وعلى مدخلها سألت البواب: من هذه التى تدخل مع الآستاذ أحمد؟ ! وإلى أين ذاهبين؟ أجاب البواب :هذه زوجته . وذاهبين إلى مسكنهم. لم أحزن لآنى سوف أترك هذا العالم . وأنا غير قلقه على زوجى ، الذى أذاب لى السم فى العسل
انفردتُ في غرفتها ..أخذت ادويتها ..
واستلقت على السرير لتأخذ قسطا من الراحه’.وأستدعت طبيبها الذى جاءها مهرولاً. قالت لطبيبها هل احضرت معك وصيتى؟ أجاب الطبيب: نعم. فقالت أردت إضافة جمله فى خطابى . ممكن يا دكتور تخطها بأناملك . قال : نعم . وتسأل فى أى خطاب تريدين إضافتها؟ قالت فى خطاب زوجى. أكتب له لماذا سقيتنى السم فى العسل؟ لماذا تزوجت باخرى؟ رأيتك اليوم وأنت تتأبطها وارفان ألى منزلكم. لن أسامحك على خداعى وهذه أخر كلماتى لك. وكانت أخر اللحظات.
وفُتحت الوصيه ..وقرأها الدكتور وبكى.. قراها والكل بكى معه..
قرأ كلمات تلك السيدة الشابة التى لم تكمل الآربعين .. كتبتها بخط جميل ..
كتبت .. لوالدتها .. احبكِ .. والدتي .. كنتِ صديقتي .. اختي ..
والدتي .. اعذريني لان مرضي كان السر الوحيد بيننا ..
ولكن لم أقوى أن أخبركِ أي مصابه بالسرطان ..
لم أقوى أن تسهري معي وتري نوبات ألمي ..
لم اقوى أن تحتفى الابتسامه من على محياك الجميل..
والدتي .. اتعلمين كنتُى تحسدينى على أمر ما .. سأخبرك اياه الان..
حسدتينى مرارا على عشق زوجى لى ..قلتى لى ذات يوم أنك لم
ترى فى حياتك قصة حب تضاهي حبنا أنا وأحمد .. كان 
يأخذني بين ذراعيه .. ويحيطني بالحب 20 عام واكثر..
ولكن شاء الله ان لا اكمل عامي الأربعين ..
والدتي .. لا تبكي على وفاتي ..
ابنى الحبيب .. كم أحببتك .. واحببت مغامراتنا معا ..
وكم كنتُ سعيده عندما أكون معك وصديقاتي يطلن النظر اليك
معجبات بك .يروا فيك عريسا كفء
.. لا اريدك ان تؤجل زواجك .. ولكن لي طلب بسيط ..
ان رزقك الله بطفله .. فاطلق عليها اسمي .. أمل
والدي .. فخري وعزتي .. فرحي وسروري ..
لو تعلم مقدار احترامي لك .. مقدار الحب الكبير الذي يكنه قلب لك..
والدي انت مثال الأب الرائع .. لن اوصيك على والدتي..
لانني اعلم ما بينكما من حب صادق..
دكتوري .. اشكرك من اعماق قلبي .. لكتمانك سر أمل ..
لا تنسوني من الدعاء..
احبكم.. كنت اريد ان تروني ابتسم في اللحظة الاخيرة..
ولكن ها انا اموت..
لوحدي..
فاطمه مندى تمت

إرسال تعليق

 
Top