ظلم قصة شريف الرفاعي كدت اقص لساني ساحبا طلبي الذي وجهته
لأبي ، أثر المشهد بي ، رغم أنه طفل في مثل عمري تقريبا _ لا يتعدى التسع
سنوات _ إلا انه سار في الدروب يتحدى صقيع فبراير تحت مسمى " بائع البالون "
. مر بجوارنا رجل ضخم يرتدي ثياب مهلهلة و لطم الطفل على وجهه ثم دفعه
بقوة فارتطم بالحائط ، وقعت _ البلالين _ و معها ما تبقى من كرامة الطفل ؛
لم يلتفت أبي لما حدث ( ككل السائرين ) وقال لي :- - سنشتري من بائع آخر .
ندمت بشدة ففي وجهة نظر أبي أن تفكيري الساذج لا يستشعر تلك المواقف ،
اختفت تلك البسمة التي ارتسمت على وجهي منذ أن خرجنا من المنزل . في
العودة مازلت محتفظا بالحزن رغد تلك - البلالين - التي اشترينها من بائع
آخر كما وعدني ابي ، رأيت ( جمعة ) الفتى الذي يعمل في مقهى اسفل منزلنا
والذي لا يكبرني في العمر كثيراً ، لمحت عينيه الحمراوتين وبدا عليهما
الإرهاق من كثرة إعداد النرجيلة . صباح يوم جديد ، اذهب إلى المدرسة ،
اجلس بالفصل بعد كمية العقاب والتلكأ من المعلمين ، بعد دفعة قوية بيدي
اليمنى على جبهتي معلناً نسياني كتابة الواجب ، دفعني المعلم مثلما دفع
بائع البالون أمس ، ولكن هذه المرة أثرت على عقلي كما قال الطبيب لأبي بعد
مدة قضيتها بالمستشفى . أصبحت الصبي الأبله لمجرد أنني سرت اكتب ظلم ....... ظلم ....... ظلم .
إرسال تعليق