GuidePedia

0

ظلم
قصة
شريف الرفاعي
كدت اقص لساني ساحبا طلبي الذي وجهته لأبي ، أثر المشهد بي ، رغم أنه طفل في مثل عمري تقريبا _ لا يتعدى التسع سنوات _ إلا انه سار في الدروب يتحدى صقيع فبراير تحت مسمى " بائع البالون " .
مر بجوارنا رجل ضخم يرتدي ثياب مهلهلة و لطم الطفل على وجهه ثم دفعه بقوة فارتطم بالحائط ، وقعت _ البلالين _ و معها ما تبقى من كرامة الطفل ؛ لم يلتفت أبي لما حدث ( ككل السائرين ) وقال لي :-
- سنشتري من بائع آخر .
ندمت بشدة ففي وجهة نظر أبي أن تفكيري الساذج لا يستشعر تلك المواقف ، اختفت تلك البسمة التي ارتسمت على وجهي منذ أن خرجنا من المنزل .
في العودة مازلت محتفظا بالحزن رغد تلك - البلالين - التي اشترينها من بائع آخر كما وعدني ابي ، رأيت ( جمعة ) الفتى الذي يعمل في مقهى اسفل منزلنا والذي لا يكبرني في العمر كثيراً ، لمحت عينيه الحمراوتين وبدا عليهما الإرهاق من كثرة إعداد النرجيلة .
صباح يوم جديد ، اذهب إلى المدرسة ، اجلس بالفصل بعد كمية العقاب والتلكأ من المعلمين ، بعد دفعة قوية بيدي اليمنى على جبهتي معلناً نسياني كتابة الواجب ، دفعني المعلم مثلما دفع بائع البالون أمس ، ولكن هذه المرة أثرت على عقلي كما قال الطبيب لأبي بعد مدة قضيتها بالمستشفى .
أصبحت الصبي الأبله لمجرد أنني سرت اكتب
ظلم ....... ظلم ....... ظلم .

إرسال تعليق

 
Top