في رحاب قصة نبي الله سليمان ( عليه السلام)
قال عز من قائل :
((إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد* فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب *ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق)) ص 31-33
في لقطة تدل على عظم شخصية هذا النبي الكريم وشدة مراقبته لنفسه .. تعرض عليه الجياد المهيأة لخوض المعارك الجهادية في استعراض عسكري ورغم أن هذا من صميم عمله كقائد عام وليس أمرا ترفيهيا كما يصوره بعض المؤرخين الا أن هذا الاستعراض يطول لكثرة الخيول المعدّة بحيث تفوته الاولى من العبادات وهي الصلاة ..وما إن انتبه لذلك حتى عقر الخيل وهي أحب ماله اليه لوجه الله تعالى ..
وهناك من المفسرين من يستبعد ذلك كون أن ذلك الفعل الانتقامي بعيد عن خلق الأنبياء سيما وأن الخيل حيوان لم يرتكب ذنبا .. وقالوا أنه قصد ب(( ردوّها علي )) يقصد الشمس التي ردتها عليه الملائكة ليصلي العصر ..
ولكن يبقى الإشكال محوره (( فطفق مسحا بالسوق والأعناق )) و هنا يمكن أن يكون الجواب ( كما قال بعض العلماء ) أن عقره للخيل كان تعبيرا عن تضحيته بأعز أمواله و بمن شغله عن ذكر ربه والتصدق بلحمها على المحتاجين وهو أمر لا يتنافى مع العدالة في شيء ..
وقيل في تفسير معاصر (أفادت دراسات مختصة أن هناك منطقتين حساستين في جسد الخيل يتأثر هذا الحيوان تأثرا عجيبا ويروض من خلالهما هما (العنق والساقين ) ) ربما كان هناك ربط ما بين ما أفادت تلك الدراسات والحادثة محل الابتلاء ربما ...
وسيرا على خطتنا في البحث فنحن لا نتوقف كثيرا عن تفصيلات قد تشتت انتباه القارئ الكريم عن الهدف العام للاية الكريمة بعبارة اخرى ما يهمنا هو الدرس المستخلص وهو :
ترتيب الأولويات وجعل ما فرضه الله عز وجل مواقيت مقدسة لا يجوز تأخيرها ولو كان لأمر مشروع استحسنته عقولنا ولا ندع انفسنا من تتحكم بتلك الاولويات حسب اهواءها ولو كانت مشروعة فإن حدث ذلك فيجب التضحية بذات الشيء الشاغل عن ذكر الحق سبحانه وتعالى .. وهذا المعنى مستفاد دروس جهاد النفس وسير العارفين .
جواد الحجاج / من كتابي تأملات في احسن القصص
قال عز من قائل :
((إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد* فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب *ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق)) ص 31-33
في لقطة تدل على عظم شخصية هذا النبي الكريم وشدة مراقبته لنفسه .. تعرض عليه الجياد المهيأة لخوض المعارك الجهادية في استعراض عسكري ورغم أن هذا من صميم عمله كقائد عام وليس أمرا ترفيهيا كما يصوره بعض المؤرخين الا أن هذا الاستعراض يطول لكثرة الخيول المعدّة بحيث تفوته الاولى من العبادات وهي الصلاة ..وما إن انتبه لذلك حتى عقر الخيل وهي أحب ماله اليه لوجه الله تعالى ..
وهناك من المفسرين من يستبعد ذلك كون أن ذلك الفعل الانتقامي بعيد عن خلق الأنبياء سيما وأن الخيل حيوان لم يرتكب ذنبا .. وقالوا أنه قصد ب(( ردوّها علي )) يقصد الشمس التي ردتها عليه الملائكة ليصلي العصر ..
ولكن يبقى الإشكال محوره (( فطفق مسحا بالسوق والأعناق )) و هنا يمكن أن يكون الجواب ( كما قال بعض العلماء ) أن عقره للخيل كان تعبيرا عن تضحيته بأعز أمواله و بمن شغله عن ذكر ربه والتصدق بلحمها على المحتاجين وهو أمر لا يتنافى مع العدالة في شيء ..
وقيل في تفسير معاصر (أفادت دراسات مختصة أن هناك منطقتين حساستين في جسد الخيل يتأثر هذا الحيوان تأثرا عجيبا ويروض من خلالهما هما (العنق والساقين ) ) ربما كان هناك ربط ما بين ما أفادت تلك الدراسات والحادثة محل الابتلاء ربما ...
وسيرا على خطتنا في البحث فنحن لا نتوقف كثيرا عن تفصيلات قد تشتت انتباه القارئ الكريم عن الهدف العام للاية الكريمة بعبارة اخرى ما يهمنا هو الدرس المستخلص وهو :
ترتيب الأولويات وجعل ما فرضه الله عز وجل مواقيت مقدسة لا يجوز تأخيرها ولو كان لأمر مشروع استحسنته عقولنا ولا ندع انفسنا من تتحكم بتلك الاولويات حسب اهواءها ولو كانت مشروعة فإن حدث ذلك فيجب التضحية بذات الشيء الشاغل عن ذكر الحق سبحانه وتعالى .. وهذا المعنى مستفاد دروس جهاد النفس وسير العارفين .
جواد الحجاج / من كتابي تأملات في احسن القصص
إرسال تعليق