GuidePedia

0




العظمة والوطن والقدر في قصيد (  وليمة الانتصار)...للشاعرة الجزائرية سليمة مليزي
الدكتور : د.حمام محمد زهير



العظمة والوطن والقدر في قصيدة  ( وليمة الانتصار)...للشاعرة الجزائرية سليمة مليزي.....دراسة الناقد/ د.حمام محمد زهير
حين، تغلبنا "الوطنية كالنعاس"، ننهض بعده في اريحية، نغط في النعيم السريع، تتقاذفنا نسائمه وما صار اليه من امن، نزداد حبا للشهداء والشهيدات، تخرجنا الكلمات( وليست كالكلمات) في دويها في تعابيرها، ولا سيما عندما يحكى لنا من الامهات او الآباء، بانه كان هنا (..عم او ولد او اب،) قاوم حتى النهاية، تركبنا زفرات لابطال تاريخين، سواء ذكروا في الكتب او في الافلام الثورية، الكل" ينبع فينا" بالحب الخالص ، وقد نعبر ولا نعبر من كثرة عدم وجود الملفوظات التى تكبرنا....هكذا اجد نفسي وانا اتابع في "يوم بارد،" على( موقع اصوات الشمال)، فانتبذت مكانا لاقرأ للثورة، والملاحين في غيابات البحار، تسارعت اليا "همسات الشاعرة سليمة مليزي"، فاردت ان اصبر "غورها الموجع" وهي تعبر عن فقد الى "صراط الجنة لفقيدة جميلة كانت هنا ذات يوم تنفست هواءنا ، ربما هي خالتها كما هم ابناؤنا واجدادونا وامهاتنا...من القوارير...
انبجاس العظمة من هول التذكر لحظة الشرود
"التذكر" في فن الرواية او الكتابة ، هو "العمود الفقري"لإستبان الملفوظ البدئي، فمنه يستطيع "الكاتب" ان يمر الى ما سيأتي في حلقه بعدما، قذفه عقله الى "جملة لسانه" وربطه تفكيره بالعلائقية المنطقية، فيخرج سلسا ،تمر "الشاعرة" في لحظة حضور مع ذكريات اجدادها ، تسلم لكي تخرج لنا من صوانها اباريح من قص جميل وثوري معطاء، لان "التذكر" لايكون صافيا الا اذا ارتعبت النفس من هواء التذكر، واخرجت ما يلوذ من حوطة الامكنة الجميلة او المؤلمة.
تبين "النابضة "انها تتذكر الاجداد وهي منعزلة مع نفسها "نسميه الحوار الذاتي والانعزالية" ، فالسكون عند "الشاعرة "مهمز للتذكر ، لكونها ترفض ان تثير" الوجع" وكانها تمشي الهوينة ، لاتريد (ايقاظ الالم والوجع) من همس الذكريات ، فهي تواكب نفسها (دوقة دوقة )، وتطلب في (علاقة غرائبية ) من القدر ان يكون قويا وهو الاقوى في الاصل ، كان لايجب ان نعطي للافوى "صفة بان "يكون الاقوى "وخاصة لما يتعلق الامر غير ان " هذا ليس اطنابا" بقدر ماهو اشارة الى ان" القدر "الذي سوف يحكى، فالقوة ملزمة للذي يحكي عن القدر ، وتحيله الى ان يعود بالفتوة المعبقة والمفتقة، سيحتضن صاحبة المكان و"مكان الامكان مرة واحدة"، مكان سيحرسها على الدوام، وان ابدت نوعا من " التكليم المباشر" الا انها ادخلت" العقل والذكريات والمكان" في غمرة واحدة، الى هنا يظل القدر الذي تحاول ان تقويه لكي يحميها هو ملهمها .
احس ان الفكرة قد تتشتت لو لم تعيد" صياغة التكرار" للصدرالمبتور (وقلت لذكرى أجدادي سلاما...) كما تساير اليا طيفها الاناني بقولها (...لي وحدي هذا المكان.... الذي. يحرسني من الا مكان) كان يجب ان تبرر لا ان تقص لاننا نحس وكان شيئا اخرا لازال يدب في ذاكرتها المنزوية مع نفسها كالسير الطامن..
ترجع" الشاعرة" بعدما استوثقت القدر واحكمته بالقوة لتقص لنا، قصة الجزائر، والكفاح والنصر بعد المعاناة باسلوب بسيط وجميل يجمع بين التاريخي والادبي، مستلهمة من السحر اللغوي والقرأني بعض المقتدرات كقولها (كانوا يزرعون سنابل القمح... في كل سنبلة سبعة سنين من الكفاح..) وفي تقويتها للمعنى وضعت (يزرعان وليمة الانتصار) وهو معنى خلاب وجميل يعطي لنا الحالة في وصمها بالشاعرة "النابضة"
حالة وصول الشهيد الى افراغ متنه من القليل
تستلهم " لسان خالتها الشهيدة" من خلال قص الذكرى والتذكر ووصفا لمحيط تاريخي عايشته القرى والمداشر و"الجبلة". ومع ذلك كانت الارض عامرة بالزيتون والعنب ، وخيرات الارض كانت جاثمة على افئدة الجزائريات يمطرن الثورة بالتضحيات تحفهم، بركة الرعاية ، للاولياء، رغم ما في فتورهم من فقر يمشون حفاة عراة تمنيت لو افضيت لنا بإشارة للبرد والقساوة ليكون الحفيان سيد الشبعان، ولكنك بذكاء اضفيت دفأ الوطن حكاية تسمح بالحافي العاري ان يرفع غصن الزيتون، مدويا بتضحية شامخة، وهن يصعدن الجبل واي جبل (ان كان كميمون) ذلك القابع في ذاتها وكلهم امل (وكان الأمل. يعبد دروبهم...)
الى اهنا كان "قصك لمقياس التذكر رائعا سلسا رقراقا كانسياب الواد الفالح في ميمون"...ترسم" الشاعرة مليزي" الجبل في اشارة منها بعد التحليق لترسو كالسفينةالفضائية على اكمة ميمون يظهر نور الشهيدة "شيبوط جميلة" شهيدة مفعمة بالتضحية عملها الجهادي كان الخبز والدعاء وسقاية المجاهدين، هكذا عبرت "الشاعرة" عن حكاية مثيلة من مثيلات الجزائر الشوامخ، تروين المجاهدين الاشاوس من عبقور المياه العذبة، فلاشيئ يوازي فرحتهن الا بتلك الاريحية وهن يقدمن اعز ما لديهن من فلذات ويهتفن بحياة الجزائر ، حيث تزيد الشاعرة نبضها في وصف مادار في الجبل من معركة متسارعة كالريح واسراب الطائرات تدك الامكنة ودللت على ذلك بقولها ( هناك .. في حضن الجبل ... الريح. تركض .. والغيوم تركض ..)، ومع ذلك لازالت اشجار بلوط ميمون شاهدة على الانتظار ترقب قدوم الابطال المدججين الى ساحة الفداء( وأشجار البلوط .. تراقب قدوم الأبطال ...الى ساحة الفداء ..)، وتنادي المجاهدات بكل ما يملكن دافعة اولادهن لساح الوغى فتلمكهن الوجع وحالهم الموت في سبيل جزائر المعجزات،-..( والوطن .. يولد. طفلا...وصرخته تدوي الجبال...هناك ..كان الوجع للأمهات ...والخلود للشهداء) ابدعت باسلوبك الجميل والبسيط الخالي من الاسقاطات والتنبيهات المشرقية































إرسال تعليق

 
Top