حلم النسيان...
كل قمر أعاقب نفسي بك ..بذكراك ..أغرق في الصمت، واستعيدك بشراسة ذاكرتي ..استعيدك من الغياب ..احبك من اول الحكاية ..استعيد حضورك في غيابك ..واطارد وهمي بك ...لاجعله يقينا ..ألامس الجراح وأتالم ... حملت وزر حبك وما أثقله ..لأسدد عنك عذابات عمر وسر قلب عنيد ..حملته لآني تعثرت بك ذات اكتمال قمر، أقبرت أحزاني التي كنت أصطحبها اينما حللت و تعلمت كيف اغدو امراة أنثى، تتجمل ، تتأنق غمرها الإخضرار بعد تبيس فصول ..تلوح لي بعصا غيابك .. ..ارتعش خجلا أمامك ..وأجثو عند أبواب قلبك الموصدة .. ..كنت أنصت اليك أصدقك أخشع لترانيم التوحد وكأنني امارس طقوس عبادة لآلهة في معبد الأساطير ..أحفظ كلماتك وأحملها معي ..اخبئها في صدري واخبئك معها تعويذة سرية استعين بها على الحياة ... كنت كبيرا ...وكنت طفلة.... أاحبتك بقلب طفلة ...دائما أعود اليك ...أجدل ظفائر الكلمات مع كل لحن شوق ...وأعزف لحنا بلا نوتات أغنيه على دقات قلبي .. صار حبك ثقيلا ..أثقل من ان أحمله ..أكثر من ان أحتمل قسوته وقسوتك ...تعبت منك ومنه ومن نفسي ..تعبت من حب يقتات على نفس ضعيفة ..يجلد الصبر بسوط الدموع ... يعدني الزمن بأشياء كثيرة ... ولكنني حين استيقظ على وقع هرولة الأحداث وهي تبتعد مكشرة ، ضاحكة ببلاهة في الأفق البعيد ... أدرك أنني لا أملك الا الإنتظار ...تطوى الأيام صفحاته في الغياب، بين كر وفر ومد وجزر واختناق أمنيات.. لم تعد الأيام قادرة على فتح باب الأمل التي طالما قمعت اليأس في سراديب التردد...وصففت في جيده عقد ياسمين بعطر الجنون والكلمات ...أحتاج الآن ان أخلع عني روحك التي تلبسني ..ان ألتفت خلفي دون ان أراك حتى في صدفة الطريق لم يعد بامكان عمري أن يلاحقني على صراط القدر ..أحتاج حتى ان لا ألتفت خلفي ....حاولت ان أجمع بقايا الرسم الملون على الرصيف...حتى لاأحاور الشخوص خلفي بغباء طفولي ، عجزت على القراءة والتفسير ، أتلفت معجمي في احدى أدراج مدن الأحلام ..ضاع مني المفتاح وعنوان قصور الخيال في زحمة الحنين ، أرسم تفاصيل الحكايا و أعزف ترانيم الطقوس على وتر الشريان ....طيفك لا يفارقني وصوتك يسكن تفاصيل يومي ورائحتك اختبأت في مساماتي....لقد أحببتك اكثر مما يحتمل الحب من صفح ..والقلب من ظلم ..حتى خرج القلب عن طوع الحب ....أطمح ان أغلق كتابك بأصفاد و أحرقه وأنثر رماده في كهف مهجور ..فربما يختفى بمحتوياته مع انني أحفظ حتى الفواصل بين الكلمات والأحرف والأصوات والحركات ...تعبت ...فآذن لي ..بالنسيان...
فاطمة كمون
فاطمة كمون
إرسال تعليق