GuidePedia

1

أَيْنَ الدُّرُوبُ الَّتِي كُنَّا نَسْكنُهَا.

أَيْنَ القِلَاعُ الَّتِي كُنَّا نَعْلوهَا. 

بِالأَمْسِ كَانَتْ بِنَا تسكُننآ.
وَاليَوْمَ صَارَ السَّرَابُ يَغْشَاهَا.
بُحُورُ الدَّمْعِ فِي الأَجْفَانِ تَنْهَمِرُ. 
وصدىٓ الهَمْسِ فِي الأَحْدَابِ ذِكْرَاهَا. 
جِبَالُ الحُزْنِ كَادَتْ أَنْ تُمُزِّقْنَا.
وَكَأَنَّهَا هُدِمَتْ. عَلَى رَأْسٍ مَنْ كَانَ. فَوْقَ الجِبَالِ يَلْقَاهَا. 
بُحُورُ الشَّوْقِ فِي الأَحْزَانِ تُغْرِقُنَا. 
وَكَأَنَّهَا تُصَارعُ. مَنْ كَانَ لَهَا فِي الأَعْمَاقِ مَرْسَاهَا. كُهُوفُ الصَّمْتِ فِي الظُّلُمَاتِ تَقَتلْنَا. 
وَكَأَنَّ الصَّمْتَ. أَصْبِح لِنَا. فِي الظُّلُمَاتِ. عُقْبَاهَا.
تُهِيِمُ عَلَيْنَا الذِّكْرَى لَتَسكُّنَّنَا. 
كأننا لَهَا أَرْضُهَا وَمَرْعَاهَا.
أَضْغَاثُ أَحْلَامِ الذِّكْرَى تُرَاوِدُنَا. 
وَكَأَنَّ الذِّكْرَى. لَيْسَ لِنَا فِي الدُّنْيَا سِوَاهَا.
يُفِيضُ عَلَيْنَا البَحْرُ بمَنْ رُحِّلُوا.
وَكَانَ القَلْبُ لِلبَحْرِ. شُطُوطُ الحُزْنِ مَرْسَاهَا. 
ظُلَّامُ اللَّيْلِ كَحَدِّ السَّيْفِ يُقَسِّمُنَا. 
وَكَأَنَّهُ يُذَكِّرُنَا بِمَنْ كَانَ يَوْمًا لَهَا ذِكْرَاهَا.
أَلَيْسَ الذِّكْرَى فِي القَلْبِ تَسُكننَا. 
فَكَيْفَ نَذْكُرُهَا. وَلَمْ نَكُنْ يَوْمًا فِي الحَيَاةِ. نَنْسَاهَا. فَأَيْنَ القُلُوبُ الَّتِي كُنَّا نُسْكِنُهَا؟.
وَأَيْنَ الدُّرُوبُ الَّتِي عِشِّنَا بِذِكْرَاهَا؟.
فَبَعْدَ رَحِيلِ قُلُوبٍ بَاتَتْ. فِي القَلْبِ مَسْكَنُهَا. 
نَدْعُو اللهَ. يَوْمَ الحَشْرِ نَلْقَاهَا. 
بقلم / محمد العرفى


إرسال تعليق

  1. كل الشكر والتقدير لأسرة فريق العمل بمجلة أضواء مصر

    ردحذف

 
Top