GuidePedia

0

الــحـزنُ طـوّف في دمــي وفــؤادي
مــمّـا يـــدورُ ومـــا جـــرى بِــبـلادي

مــن وطــأةِ الإرهـابِ تـبكي تـونس
وتـــئــنُّ فــاتــنـةُ الــــورى وتُــنــادي

جـلـستْ تحـاكيـنـي بـقلبٍ موجَعٍ
وتــسـاءلـتْ عــــن فــلــذةِ الاكــبـاد

عـن أرضِـنا الـغنّاء فـي فلْكِ السّما
عـــن أمـنِـنا عــن خـلْـفةِ الأَجْــدادِ

صـرختْ أبـابيلُ الـمواجعِ في فمي
وتـركتُ فـي جـوف النحيب عتادي

ماجتْ على خدّي هتونٌ منْ لظى
فـــي حــرقـةٍ أســـرتْ بـــلا مـيـعـادِ

حـاورْتُـها والـحـزنُ يـصـلبُ مـهجتي
والـدمـعُ يـنـزف مـن حـميمِ فـؤادي

أحْــكـي وأبْــكـي بـاحـتـراقٍ مـثْـلما
يـهـوي الـشهابُ عـلى قـرًى وبَـواد

وطـني وتـخْنقني الـمدامعُ حسرةً
كــيـف الـهـناءُ إذا اكـتـوى بـفـسادِ؟

كــيــفَ الــهـنـاءُ إذا تــمــرّغ وجــهُـه
بـــيــن الــظــلامِ مــــلازمٌ لــحــداد؟ِ

مـــن بــعـدِ وحـدتِـنـا وقــوةِ صرحنا
بــتْـنـا فُــــرادى في رُبى الأضـــداد

هــذي يــدايَ الـيـومَ تـكـتبُ أحـرفًـا
ثـكـلـى عـلـيـه قـصـائدي ومِــدادي

آهٍ عــلــى وطــنــي ســبـتْـه لـعـنـةٌ
مــــــن ذلـــــك الـــخــوّانِ والـــقــوّادِ

وطـني الـذّي شـمسُ الـنــهارِ بدونِه
لـــيـــلٌ طـــويــلٌ ضـــــاربُ الأوتـــــادِ

وطـــنـــي يــخــيــطُ رداءَه بــدمــائـه
وجـــراحُــه مـــــن بــــردةِ الأحــفــادِ

جــمـعٌ مــن الـجـرذانِ تـغـزو حـقـلَه
زرعــــتْ بــــذورَ الــمـوتِ والأحــقـادِ

بــاعـتْ ضـمـائـرَها وبــاعـتْ أرضَـهـا
ســـوَّتْ ثـــــراهُ مـــراتـِـــعَ الأوغــــادِ

والــمـوتُ يـمـشـي بـيـننا مـتـفاخِرا
ووراء كـــل بـلائِـنـا "اسـتـشـهادي"

تــبًــا لــهـم مـــن آثـمـيـن بـفـعـلِهم
يـبـغونَ مــن وطــنِ الـهوى إبـعادي

فــى مـوكـبِ الأحــرارِ تـبحرُ أنـفسٌ
نـــحـــو الــخــلـودِ بــهــمـةٍ وجـــــلادِ

قوّات أمــنٍ دافـعــتْ واسـتـبـسلـتْ
لـــتــكــونَ لـــلارهـــابِ بــالــمـرصـاد

مـهـما تـهـاوى الـلـيلُ تـأتي لـحظةٌ
جذلى تحاولُ فى الشقا إسعادي

وطـنـي فــداك الـروحُ تـخفقُ عـاليا
فـــوق الـمـدائـن تـحـتـمي بـرشـادِ

أقـطـارُ كــلّ الـكـونِ مـنّي قـد دنـتْ
لــكـنّـنـي أفْـــنــى بــــدون بــــلادي

مــن هـاهـنا نـبْـني الـمـكارمَ كـلَّها
وتـــثـــورُ أقــــــلامٌ هـــنــا وتـــنــادي

قــفْ أيُّـهـا الـشـعبُ الـجـريحُ بـقـوةٍ
مــــازال قــلـبـك مِـشـعـلَ الأمــجـاد

هــيّـا كــمـا كــنّـا لـسـالـفِ عـهـدِنـا
مــــن خــيــرةِ الأوطـــانِ والأسْــيـادِ

يــــا ربّ فاحــفــظْ لــلـبـلادِ صـقـورَهـا
و اقْــضِ عـلى الأشرار فـي الـميعادِ

يــــاربّ سـلِّـمْـها الــبـلادَ وشـعـبَـها
و احــمِ الـثّـرى مـمّا يريد الـسّادي

إرسال تعليق

 
Top