GuidePedia

0
{ لوعة ، في حضرة أم .. }
_____________________
" ايناس" 
الابنة الوحيده لامها ..
بعد رحيل والدها..!
وهي لم تزل بعد في حضن امها ..
حيث اطعمها القدر ..
اليتم ..!
تعلقت بامها ،
تعلق زاهد بربه ..!
حتى انها اعتادت ..
ان تتسربل ..
بثوب من ثياب امها
حتى تنام.. !!
كبرت "ايناس" ..
تحف بها رعاية امها الثكلى
وهي تخفي عن ابنتها الوحيده ،
معاناتها مع المرض العظال ..
الذي يلم بها ..!
اصبحت ايناس شابه ..
يافعه ..
رائعة الجمال ..
وهي على اعتاب دراستها ، الثانويه..
ويوما
عادت " ايناس" مع زميلاتها من المرسة
يملؤها الفرح ..
وتغمرها الغبطه ..
وقد تفرقن عنها كل الى بيتها ..
انعطفت " ايناس" في سيرها ..
الى الفرع المجاور حيث دارها ..
وما ان وصلت ..
قريبا من الدار ..
حتى لمحت ..
جمعا من الناس
عند الباب ..!
وهم .. مطرقوا الرؤوس ..
انتابتها دهشه ..
ارتعشت .. رعشة عفويه ..
مرت من بينهم ..
نظرت اليهم بريبة اعتراها الخوف ..
كانت حيرى ..
احست بدموعهم ،
وقد اغرقت محاجر عيونهم ..
مشت الهوينا ..!
وبخطوات مثقله ..
تخطت "ايناس"
عتبة باب الدار ..
سمعت ..داخل الدار ..
صراخ نسوه ..!!
تسمرت عيناها ..
نحو مصدر الضجيج ..
ولما رأت المشهد ..
دارت بها الارض ..
ترنحت .. يمينا
ويسارا
خارت قواها ..!
ولم تتمالك اعصابها ..
اغشتها الغيبوبه .. !
حتى سقطت مغشيا عليها ..!
تحركت النسوه حولها
واخذن يرشن بالماء على وجهها ..
وبقدرة قادر ،
فتحت ايناس عينيها بتثاقل ..!
حملنها ..
الى داخل الغرفة الممدد عليها رفات امها ..!
واذا بها تبصر امها ..
جثة هامدة .. وقد
فارقت الحياة ..!!
لملمت "ايناس"
ما تبقى لديها من وعي ..
وقد استأزره الشجن ..
وهي تندب حظها العاثر..
اقتربت من جثة امها ..!
تقبلها بحرارة ..
الغربه ..والهجر والفراق الابدي ..!
اخذت تعزي نفسها
بكلمات تنبع من بحر الحنان
الذي ارضعته اياه .. امها ..
النساء حولها يتصارخن ..
صرخت "ايناس" بوجه امها الآفل ..
وهي تعقص ظفائر شعرها ..
بقوة
وهياج ..!
مرددة بصوت شجي ..
مشبع بالاسى .. !
" ايه امي ..
رحلتي .. عني
وما فكرتي بغربتي !
ليت البحر ..
ابتلعني ..
ليت قدرك .. قدري .. !
اماه ...
ليت انفاسي انقطعت ،
فاتوضأ بالق لقاك ..!
فماذا بعد
يا امي ..
قسما ..
سانثر الدمع ..حول قبرك ..
سانثره ..
دما مراق .. !
ساغرقه بكاء ..!
حولَ " مهدي " زرعت عينيك وقلَبكِ يحرسوني
من ينثر بعدك ... يا امي
على وجهي
من تراب اضرحة الائمه !!
كنت بذلك تلبسيني ثوب الوداعة والامان
فاين انت الان مني
كنت حين تصلين
كان دعاؤُك .. ومضةً من أكسيرِ حياةٍ .. تَشُقُّ عَنانَ
السماء .. !!
انزوت" ايناس" ..باكبة ..
تردد ، بالم وحسرة : يتيمة .....
امسيت !
بعدك يا امي ..
غريبه !!!
______________ بقلمي { عبد الحميد نجم الزبيدي }



إرسال تعليق

 
Top